الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
حوار هاتفي مع الشيخ أجراه عادل باناعمة
8101 مشاهدة
السيرة الذاتية للشيخ ابن جبرين

- نود منكم -فضيلة الشيخ- تعريف القراء باسمكم، ومكان وتاريخ ميلادكم -لو تكرمتم-.
الاسم: عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين
تاريخ الميلاد: في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف.
ومكان الولادة: قرية من قرى القويعية ؛ قرية تابعة لها، وهي بلد الأسرة والقبيلة هناك.
- نعم. فضيلة الشيخ: هل لكم أن تحدثونا باختصار عن مسيرتكم العلمية؟
نعم: كان مبدأ تعلمنا للقرآن على والدنا -رحمه الله- في سنة تسع وخمسين؛ حيث علمنا مبادئ القراءة والكتابة، ثم واصلنا تعليم القرآن على الوالد وعلى أحد الأعمام، وهو العم سعد بن عبد الله بن جبرين -رحمه الله- وتعلمنا القرآن في سنة ستين، وفي سنة إحدى وستين ابتدأنا في حفظ القرآن ما تيسر منه، ولم يتيسر إكمال حفظه إلا في سنة سبع وستين؛ حيث انتهينا من إكمال الحفظ.
وفي هذه المدة ابتدأنا في القراءة على والدنا -رحمه الله- وعلى بعض مشائخ البلد؛ حيث قرأنا في الأربعين النووية متنا وشرحا وحفظا، وفي عمدة الأحاديث، عمدة الأحكام، وكذلك في الفرائض وفي النحو، ثم ابتدأنا في القراءة في المطولات، وفي المتون حفظا وقراءة على القاضي ... عبد العزيز بن محمد وفي سنة أربع وسبعين انتظمنا في معهد إمام الدعوة، وواصلنا الدراسة فيه إلى سنة إحدى وثمانين التي انتهينا فيها من المرحلة الجامعية.
ثم في سنة ثمان وثمانين قرأنا في المعهد العالي للقضاء، وانتهينا من الشهادة الماجستير في سنة تسعين؛ قدمنا بحثا مطبوعا بعنوان أخبار الآحاد في الحديث النبوي، ثم في سنة إحدى وأربعمائة سجلنا في درجة الدكتوراه بتحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي ، ونوقش في سنة أربعمائة وسبع، وانتهينا من الدراسة. هذه باختصار المسيرة العلمية.